‮‭ ‮طه عبد الرحمن والأخلاق الإسلامية في مجال الإعلام والاتصال د.هشام المكي‬‎

 يستحق القراءة:‮‭ ‮

‮‭

     على رابط العنوان في السطر التالي نجد مقالاُ للأكاديكي المغربي الدكتور هشام المكي بعنوان

الائتمانية في مجال الإعلام والاتصال ‮الإمكانات والحدود‬‎‎

وترشيحنا له للظهور ضمن "يستحق القراءة" لأنه كما ورد في العنوان الرديف للمقال يقدم موضوع الأخلاق الإسلامية ونموذج الوصاية ضمن عرض الفلسفة الاخلاقية للفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن، وقد سعى المقال إلى استجلاء الإمكانات التي تقدمها الائتمانية في ميدان تطبيقي محدد، ومكامن النقص أو القصور التي تكتنفها؛ اعتماداُ على كتاب ”دين الحياء: التحديات الأخلاقية لثورة الإعلام والاتصال.“

دين الحياء لطه عبد الرحمن

    فاهمية المقال نابعة من أهمية موضوع أخلاقات الاعلام وأهمية المفكر الكبير طه عبد الرحمن وأهمية وجرأة المعالجة النقدية لأطروحاته من ذات المنظور الإسلامي الذي تصدر عنه.

ويلخص هشام المكي ثلاثية دين الحياء لطه عبد الرحمن والمكونه من ثلاث كتب هي:

  1. ”دين الحياء: من الفقه الائتماري إلى الفقه الائتماني.
  2. دين الحياء: التحديات الأخلاقية لثورة الإعلام والاتصال،
  3. دين الحياء: روح الحجاب
    ‬‎‮يتضح من عنوان الثلاثية أن الحياء هو الخلق الجامع بين الكتب الثلاثة؛ فإذا كان الأول عرضا لنسق الائتمانية وبيان مركزية الأخلاق فيها وعلى رأسها الحياء، فإن الحياء هو علاج الآفات الأخلاقية للإعلام والاتصال، فحين يغيب الحياء يظهر التفرج والتكشف والتجسس، وهي آفات أخلاقية خطيرة تهبط بالإنسان المعاصر إلى دَرَك الاختيان (خيانة الأمانة)، ولا ينفع حينها إلا العلاج الائتماني؛ لإلباس الإنسان المعاصر حُلَّة الحياء فتسمو به إلى مقام الائتمان، والحجاب وثيق الصلة بالحياء فهو مظهره الظاهر.
     ولفهم تطبيقات النظرية الائتمانية في مجال الإعلام والاتصال وللبناء عليها نقديا فيما بعد يقدم كاتب المقال خلاصات مكثفة عن مضمون كتاب ”دين الحياء: التحديات الأخلاقية لثورة الإعلام والاتصال“، والذي يضم ثلاثة أبواب يعالج كل منها آفة من آفات الإعلام والاتصال، وهي: التفرج، والتجسس، والتكشف، ويضم كل باب ثلاثة فصول تتبع المنهجية نفسها وتتناول: الآفة الأخلاقية، وطريق الفقه الائتماري في التصدي لها، ومنهج الفقه الائتماني في علاجها والوقاية منها.
    وكالعادة في جميع كتاباته برع طه في لغة صياغة مقاربته بلفة أصيلة ويبدي د.هشام اعجابه بمواكبة لغة الثلاثية للخطاب المتخصص المعاصر في مجال نقد الإعلام والاتصال من حيث قدرته على التقاط العيوب الأخلاقية المتداولة بين المتخصصين وإعادة صياغتها بأسلوبه الخاص، وانتباهه الملفت للخطاب النقدي المتخصص في الإعلام والاتصال، فيلتقط مفرداته، ويستلهم أمثلته وقضاياه. فلم يكتف فقط بابتكار تعبيرات خاصة مثل (التفرج والتكشف، والرواقيب، والسير التكشفي …) بل وضعها ضمن بنية فكرية منظمة ومتماسكة استطاع—من خلالها—أن يحصر الانتقادات الأخلاقية الموجهة إلى الإعلام والاتصال في ثلاث آفات كبرى هي: التفرج والتجسس والتكشف، وأن يجعل من باقي المزالق الأخلاقية صفات لهذه الآفات الثلاث وفق بنية منطقية تبدو مقنعة.‬‎ وقد تعرض طه لأهم الأمثلة التي يتناولها المتخصصون في الإعلام مثل ”البانوبتيكون“وهو عادة ما يَرد في سياق الحديث عن المراقبة داخل المجتمع، وميز بدقة بين أصناف المتجسسين والصحافيين.
و "البانوبتيكون" هو سجن صممه الفيلسوف الإنجليزي جيريمي بنثام (‭1748‬–‭1832‬) في عام ‭1785‬. وهو على شكل بناية أسطوانية من طوابق تحتوي مجموعة غرف للسجناء، في كل واحدة نافذة خارجية لدخول نور الشمس وأخرى داخلية تطل على الفناء الداخلي الذي يضم برجا متعدد النوافذ يسمح للحارس بمراقبة جميع الغرف، دون أن يعلم قاطن الغرفة هل ينظر إليه الحارس في تلك اللحظة أم لا. وهو المثال الذي يستخدمه المفكرون المعاصرون للحديث عن المراقبة الجماعية داخل المجتمعات المعاصرة.‬‎ 
ولم تفت دهشام الاشارة إلى نقطة مهمة تتعلق بالاسلوب حيث يقول "بالمقارنة مع أعماله السابقة، يمتاز هذا الكتاب بالبعد عن التعقيد، وتتسم لغة الكتاب بالثراء؛ إذ تنهل من قاموس اصطلاحي ومفاهيمي ينتمي إلى تخصصات متنوعة تشمل الفلسفة وعلم النفس والفقه والإعلام، والتصوف الذي يضفي على المتن مسحة روحية جميلة من حين لآخر.‬‎" 
هذه مقدمة محفزة لقراءة هذا المقال القيم المتاح لحسن الحظ على الشبكة ضمن الرابط التالي:

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التواصل المعرفي والاتصال الثقافي في حياة مالك بدري 1932-2021م

سنوات العولمة: قوة الهويات وتفكيك المركزيات