اكاديمAcadimediaيديا

 فكرة الخارطة القرآنية الإخوة ضيوف وأعضاء هذه المجموعة  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وأهل الله عليكم شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن بكل خير وبركة.. فقد أهلنا الشهر في هذا العام والعالم في حال يتزاحم فيها علو الهمم مع توالي الهموم، وتتأرجح فيه العزائم بين مطالب الدنيا ومطامح الآخرة، في هذا الوقت مع كامل التقدير لكل ما يحيط به من ظروف استثنائية طبيعة المشروع ومبرراته: التحية للأعضاء من العلماء و الباحثين الأجلاء والأصدقاء الفضلاء الذين تلقوا فكرة "الخارطة القرآنية"بحماس وجدية، وانطلقوا معنا في هذه الرحلة مع كتاب الله دون تردد فلهم التحية والدعاء بالقبول..ونواصل ما بدأناه في المنشور الأول من تحرير المقدمات، ونبدأ بالأسئلة حول طبيعة المشروع ومبرراته هل نحن بصدد تفسير للقرآن او محاولة لاعادة الفهم؟ ما هي مرجعيتنا في ذلك؟ هل هناك شرط للمساهمة والعمل ضمن مشروع الخارطة القرآنية، كالتخصص في علوم القرآن مثلاً؟ وغير ذلك من الاسئلة الواردة في هذا السياق. وعلى سبيل الاجابة نقول أننا بصدد تجربة وخبرة جماعية مع القرآن الكريم اكثر منها تاليفاً لكتاب او تدويناً لتفسير جديد، ودافعنا لذلك ...

  غار حراء  في غار حراء حول مكة وفي ليلة القدر من شهر رمضان بدأ نزل الوحي على رسول الله  قال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر)، وقد أفادت الأحاديث الصحيحة بأن ذلك كان ليلة الإثنين قبل أن يطلع الفجر، في ليلة 21 من رمضان، وهي توافق يوم 10 من أغسطس عام 610، تقريبا ..قناعتي ان أي معالجة للقرآن ومحاولة للتعامل معه ينبغي ان تبدأ من هذه الحادثة؛ ان تنطلق من قوله تعالى "إقرأ باسم ربك الذي خلق" ليس فقط لأنها اول ما نزل من القرآن بل لأن في تقدمها نزولاً إشارة إلى وجه من الأهمية يتمحور حول هذه البادئة لفظاً ودلالة، إنها تقول انه إلى جانب المحتوى التأويلي والتنزيلي للوحي الجديد فمن اهم ما يتعلق به انه "نزل ليُقرأ". إذن "إقرأ" هي أول جملة قرآنية وأول أمر إلهي نزل به أمين الوحي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم،والأمر واضح انه أمر بالقراءة،فعلاً وللنبي عيناً بشرط ان تقرأ باسم ربك ويتكرر الأمر باللفظ ذاته "إقرأ وربك الأكرم" والمخاطب ذاته وهو النبي الأمي. وقد وقف كل من تناول سورة العلق بالدراسة والتدبر على هذا الأمر المتكرر بالقراءة كل ينظر إليها من زاوية خاصة،...

 📷 تيبوغرافيا النص القرآني: والقرآن بما هو معادل موضوعي للوجود بما فيه من عوالم الغيب والانسان والطبيعة، مرآة لهذه العوالم الثلاثة، المتداخلة تداخل الروح والجسد فالعلم بها سبيل إلى العلم به، حتى أن الخشية التي تبدو فعلا وجدانياً صرفاً يقرنها القرآن بالعلم الذي يبدو ظاهرياً فعلاً عقلانياً بحتاً "إنما يخشى الله من عباده العلماء" والعلماء بالوصف القرآني لهم؛ هم خيرة من يتعامل مع هذه الخارطة وهذه الخارطة وإن لم تكن هي العالم كما يقولون ، لكنها ضرورية لتصورنا لهذا العالم وتبين موقعنا منه وبيان طرق الهداية في أثنائه عندما تتشعب المسالك وتتداخل المسارات. لقد حاول من كان قبلنا إعمال أدوات الاركيولوجيا والحفر في بنية النص الديني لديهم بغية تفكيكه، وابطال فاعليته خارج حرم المؤسسة الدينية. مما قد يشكل تخوفاً لدى البعض من مثل عنوان "الخارطة القرآنية" فماذا نحن قائلون؟ القرآن بطبيعته نشأ خارج تلك الدوائر المغلقة، من أهل اللاهوت ورجال الدين.. وظل طوال فترة تنزله ولمدة 23 سنة حراً من أي ابتداع كهنوتي، أو تقليد طقوسي فنزل منجماً في مناسبات واماكن شتى. أنه اطلق دوائر التعبد على سطح...