📷

تيبوغرافيا النص القرآني:

والقرآن بما هو معادل موضوعي للوجود بما فيه من عوالم الغيب والانسان والطبيعة، مرآة لهذه العوالم الثلاثة، المتداخلة تداخل الروح والجسد فالعلم بها سبيل إلى العلم به، حتى أن الخشية التي تبدو فعلا وجدانياً صرفاً يقرنها القرآن بالعلم الذي يبدو ظاهرياً فعلاً عقلانياً بحتاً "إنما يخشى الله من عباده العلماء" والعلماء بالوصف القرآني لهم؛ هم خيرة من يتعامل مع هذه الخارطة وهذه الخارطة وإن لم تكن هي العالم كما يقولون ، لكنها ضرورية لتصورنا لهذا العالم وتبين موقعنا منه وبيان طرق الهداية في أثنائه عندما تتشعب المسالك وتتداخل المسارات.

لقد حاول من كان قبلنا إعمال أدوات الاركيولوجيا والحفر في بنية النص الديني لديهم بغية تفكيكه، وابطال فاعليته خارج حرم المؤسسة الدينية. مما قد يشكل تخوفاً لدى البعض من مثل عنوان "الخارطة القرآنية" فماذا نحن قائلون؟

القرآن بطبيعته نشأ خارج تلك الدوائر المغلقة، من أهل اللاهوت ورجال الدين.. وظل طوال فترة تنزله ولمدة 23 سنة حراً من أي ابتداع كهنوتي، أو تقليد طقوسي فنزل منجماً في مناسبات واماكن شتى. أنه اطلق دوائر التعبد على سطح البسيطة كلها فهو يمنح قدسية محاريب العبادة لكل الكوكب، ومن ثم فإن الاستعافة بالجغرافيا ولغة الخرائط في وصف تيبوغرافيا النص لا يهدد بقاءه فذلك أمر محسوم وقضاء ومفتاح رسم الخارطة هو المعرفة بتقسيم القرآن لفظاً ومعنى ولإن كان مقصد نزول الوحي بالقرآن هو الهداية فكم في القرآن من الهدايات؟ والارشادات؟ والاسئلة والاستفهامات؟ والردود والإجابات؟ وهي الغاية القصوى من هذه الرحلة المباركة في آفاق النص المقدس.

هل القرآن مكان لغوي؟

 تبقى المعرفة بهذا التقسيم مفيدة للراغب في الحفظ او المدارسة.

الكلمات والألفاظ والحروف عندما ترد في القرآن يكون لها دلالتها الخاصة جداً، ولها وقعها الخاص على أفق الزمان والمكان وهذا ما جعل كثير من العلماء والباحثين يسألون عن معجم للمفاهيم القرآنية.