الخارطة القرآنية

 فكرة الخارطة القرآنية

الإخوة ضيوف وأعضاء هذه المجموعة  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وأهل الله عليكم شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن بكل خير وبركة..

فقد أهلنا الشهر في هذا العام والعالم في حال يتزاحم فيها علو الهمم مع توالي الهموم، وتتأرجح فيه العزائم بين مطالب الدنيا ومطامح الآخرة، في هذا الوقت مع كامل التقدير لكل ما يحيط به من ظروف استثنائية

طبيعة المشروع ومبرراته:
التحية للأعضاء من العلماء و الباحثين الأجلاء والأصدقاء الفضلاء الذين تلقوا فكرة "الخارطة القرآنية"بحماس وجدية، وانطلقوا معنا في هذه الرحلة مع كتاب الله دون تردد فلهم التحية والدعاء بالقبول..ونواصل ما بدأناه في المنشور الأول من تحرير المقدمات، ونبدأ بالأسئلة حول طبيعة المشروع ومبرراته هل نحن بصدد تفسير للقرآن او محاولة لاعادة الفهم؟ ما هي مرجعيتنا في ذلك؟ هل هناك شرط للمساهمة والعمل ضمن مشروع الخارطة القرآنية، كالتخصص في علوم القرآن مثلاً؟ وغير ذلك من الاسئلة الواردة في هذا السياق.
وعلى سبيل الاجابة نقول أننا بصدد تجربة وخبرة جماعية مع القرآن الكريم اكثر منها تاليفاً لكتاب او تدويناً لتفسير جديد، ودافعنا لذلك عدة أسباب أولها أن التفكر الجماعي عبادة جليلة وقد ذكرنا سعادة أ.د. ناصر سنة Nasser Senna‏ بقوله تعالى في سورة سبأ:  
"قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ" (سبأ:46). " 
ومنها أن الانشغال بالقرآن أصبح هماً  كونياً، فالمشروعات العملاقة النشطة في تحليل وتفكيك ودراسة النص القرآني، تتزايد في العدد وتتضخم في البنية، وتتباين في الاهداف والمقاصد ولعلها تكون موضوع نقاش بين أعضاء هذه المجموعة،ولعل من المؤسف القول أننا لا نكاد نجد في جامعاتنا ومراكزنا البحثية زمعاهدنا العلمية القرآنية وغيرها مشروعاً جاداً في التعامل المعاصر مع القرآن؛ ولعلنا نستشعر الفرق إذا عقدنا مقارنة بين مشروع لتحفيظ القرآن الكريم يديره افراد بدافع من التدين الشخصي يبارك الله فيه فيتطاول عمراً وتتطاول مؤسساته بناء وينال من القبول والاقبال ما يصل فيه الدارسون والحفاظ إلى عشرات الآلاف بينما لا تشغل مؤسسات متخصصة نفسها بمشروع للدراسات القرآنية.
وفي ختام هذه الكلمة نبقى على استعداد لتقبل مقترحات وموجهات وملاحظات الأعضاء الكرام على صفحة المجموعة حتى الأسبوع الثاني من رمضان، ونذكر ان تزامن انطلاقة هذا العمل مع الشهر الفضيل ليس له دلالة الا على بدايته التي اجتهدنا ان تكون مع بداية الشهر الفضيل التماساً للبركة وحسن التوافق، ولكن المشروع لن ينحصر بداية ومنتهى في هذا الشهر على نحو ما يفعل عادة في رمضان بتقسيم اجزاء القرآن على ايام الشهر الفضيل لكل يوم جزءاً من الثلاثين، إلا أن يتم لنا ذلك اتفاقاً لعلو الهمة وتداعي المساهمين الخبراء في شؤون القرآن .. ما عدا ذلك فلسنا متعجلون لنختم بل الأولى ان نحكم المقدمات حتى نبدأ بداية صحيحة ونسير وفق رؤية واضحة ..وبالتالي فقد نستنفد الشهر في جزء او بضعة اجزاء لكننا عازمون ان لا يلقانا رمضان القابل إن انسأ الله في آجالنا إلا وقد وافينا تمام هذا المشروع ..ونذكر مرة اخرى أنه مشروع لتطوير خبرتنا في التواصل مع القرآن الكريم ليس إلا.
كذلك ننبه الا الجانب المقابل من الفكرة وما هو خارج عن معناها

ليس منا:

من المهم هنا اعلان البراءة ابتداء من كل اشكال الاحتيال على النص التي اتبعتها فرق ومذاهب وجماعات اعادت تعريف القرآن وفقاً لشروط نظم معرفية مغايرة، وتوجهات عقلية مناقضة لبنيته المنطقية فضلت واضلت، كما يلزمنا إعلان التحفظ على نتائج اجتهادات ظلمها التساهل في المنهج فأتت بما لم تقله الأوائل من ساذج القول وغريب النتائج، مع ما يحيط بكثير من تلك المشروعات من الاحتفاء الكاذب، حتى فتنت به بعض القلوب وخدعت به بعض عقول من ضل سعيهم في خدمة القرآن وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا.
نقول ذلك ولا اظننا بحديثنا عن الخارطة القرآنية نسعى لافتراع منهج نكاثر به في ساحات الانتاج العلمي او الجدل المعرفي الممجوج، إننا في الحقيقة نوازن بين الخطر المحدق بمن يصر على السير في عماية ودون دليل، ومن يحيط نفسه بالحواكم والقيود حتى يفقد القدرة على السير تماماً، فالخارطة التي نتحدث عنها ليست سوى دليل ارشادي لاستبانة الطريق المؤدي لتحقيق مقاصد الوحي، وتاويل دلالات القرآن، هنا يكفينا المعرفة بما حدده اهل العلم بالقرآن من معالم واضحة، وقواعد ضابطة، وخبرات هادية لا ينبغي خرقها أو القفز على حقائقها، وتأخذ الخبرة بقواعد اللغة معنى ونحوا وبلاغة وبياناً موقع المعرفة بالإحداثيات في استخدام الخرائط الجغرافية؛ فاللسان العربي وحده هو سبيل التعامل الآمن مع نظام القرآن وبنيته اللفظية والدلالية. ومن ثم فلا مجال لنكران أهمية هذه القواعد باي حال من الاحوال.
علينا الاعتراف أيضا أننا نصارع على أرضية تراثية متهالكة جراء توالي النقد والتفكيك، وتحت سماء من حداثة متداعية وهذا مبرر آخر يدعونا للاستدعاء القرآن والبحث في ثناياه عن ما يخرجنا من هذا المأزق الوجودي الماحق؛ بتحسين علاقتنا بالتراث علها تلقننا بعض الحجة وتساعدنا في الثبات على المحجة، وتجديد فهمنا لما احدثه باحثوا القرآن المعاصرين من توظيف لدقة الانظمة الرقمية، في تحليل وسبر اغوار المحتوى القرآني.

أول الوارد ومبتدأ التفكير:

 تحضرني فكرة قد تناسب هذه المجموعة. العامرة بالايمان والحادبين من الايجابيين والفاعلين فإذا قبلتم نناقش هذه "الفكرة القرآنية" علها تجد القبول ومن ثم الموافقة فالعمل على تنزيلها في مجموعتنا وتعميم مخرجاتها على ما يلينا من مجموعات وصفحات على طول الشبكة العنكبوتية وعرضها.. نصاً وصورة صوتاً وفيديو، انفو-جرافيك و انفو-ميديا 

ونكتفي هنا بأن عنوان الفكرة كما ورد في رأس هذا المنشور هو (الخارطة القرآنية)

المقصد من هذه الفكرة هو:

  1. تعظيم الفائدة من هذه الرحلة الموسمية مع كتاب الله.
  2. تجديد علاقتنا بالقرآن في  هذا الشهر المبارك
  3. الخروج بتلاوة القرآن من حدود التأمل الذاتي الى أفق التفاعل والتعامل الجماعي والمجتمعي..
  4. لتركيز على ما يمكن تحصيله بالتفكر الجماعي أكثر من التأمل الفردي.

الفكرة في نظر العلماء والباحثين:

عندما تم طرح فكرة مجموعة "الخارطة القرآنية" على  الفيسبوك كانت محل ترحيب واشادة نفر من العلماء والباحثين والإعلاميين وكان لكل منهم تصوره للملامح المتوقعة لهذه الخارطة القرآنية 
فقد علق الدكتور ناصر سنة استاذ العلوم في الجامعات المصرية بقوله 
(الخارطة القرآنية): امتثالاً لما أمر الله تعالي رسوله والأمة والناس كافة... أن يقوموا ـ متسلحين بكل وسائل وطرق وأنماط ومناهج ولوازم التفكر والتفكير، والتعقل والتدبر.. جماعات، وفرادي: هل ما جاء به رسولكم هو من: (إيحاء جان، أو تعليم بشر أعجمي، أو قول الشعر)، أم هو نذير وبشير..؟؟ : "قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ" (سبأ:46)." 
أما 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

‮‭ ‮طه عبد الرحمن والأخلاق الإسلامية في مجال الإعلام والاتصال د.هشام المكي‬‎

التواصل المعرفي والاتصال الثقافي في حياة مالك بدري 1932-2021م

سنوات العولمة: قوة الهويات وتفكيك المركزيات